ب..
هذان الحرفان الخالدان اللذان أعذب واخلد كلمة في الوجود..هذا الشعور المقدس الذي تعجز
أمامة كل قدرة لغوية,إنة الشعور فوق كل تعبير,انة شئ يدرك على مستوى الشعور والاحساس
ولا يمكن ان نترجمة لفظا ً.. فأي قوة خارقة واعجاز وروعة تكمن وراء هذين الحرفين..ان
الحب هو كل شئ..هو الحياة والموت ..هو الدنيا والاخرة..هو البقاء والفناء.. هو الأمل ..
المستقبل ..النور ..باختصار شديد هو المعنى العميق البليغ الذي يكمن خلف خلق الانسان
ووجودة وكل كيانة.. إن الله خلق الانسان أحبة..وأي دليل على حب الله للانسان من رحمتة
ورفقة بة.(قل ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله) وحين أراد الله
ان يملأ على أدم الحياة ويزينها لة خلق لة حواء..
(الحياة تفيض بالحب)..ان صلة الانسان بربة هي الحب.. لقد أدرك الانسان الله بقلبة قبل
ان تـنزل الأديان السماوية..لقد أحب الانسان الله لروعتة وعظمتة وقدرتة حين تأمل في
خلق الله ان أروع وأسمى تعبير عن ايمان العبد بربة هو حبة لله..هو ذلك الاحساس الغامر
الطاغي الذي يملأ قلب الانسان بحب الله.
والحياة كلها تفيض حباً.. أنظر الى خيوط النور الأولى وهي تنبعث من ظلام الليل أنظر الى
روعة الفجر ذلك الخشوع والحب اللذان يملأن قلبك في هذه اللحظات العجيبة الخارقة حين
يولد النور من قلب الظلام الدامس..أنظر الى تلك الشمس الرائعة القوية وهي تفيض على
الارض نوراً باهراً رائعاً يملأ كل شبر في هذة الارض ..أنظر الى تلك الزهرة الرقيقة وهي
تنمو رويداً رويداً..ثم وهي تتفتح ثم تكتسب لوناً بديعاً وتـنسيقاً هندسياً جليلاً..
انظرالى هذا الوليد الذي نشأ من حيوان صغير تعجز العين المجردة عن رؤيتة حين يلاقي
بويضتة الأنثى,ثم ينمو رويداً ورويداً حيث يكتمل ويخرج الى الحياة ,ثم ينمو ويصبح انساناً
ذو عقل واحساس وكيان..انظر الى هذا الشيء الذي نطلق علية العقل وهو يفكر ويتدبر
ويحكم ويقدر ويزن ويخترع ويبتكر ..ماهو احساسك وانت تنظر الى كل هذا من حواليك؟
أليس هو الحب الذي يربطك بكل هذه الأشياء..
(لا حب بلا أمل).. ومن هنا فإن الحب هو الشئ الأساسي والمحور الذي تدور حولية كل
حياتك.. اريد ان أخلص بذلك الى ان أساس حياتنا ووجودنا وكياننا هو الحب..هو ذلك الشئ
الذي يبعث بالثقة والطمأنينة الى نفسك..هو الذي يعطي وجودك وحياتك معنى وطعماً ولوناً
بل هو حياتك نفسها منذ خلقك حتى مماتك.. هو العقل والحكمة والجمال والأمان والصحة
ولقد صدق(فرويد) حين وصف الشخص السليم نفسياً وعقلياً بأنة الانسان القادر على الحب
إن الانسان العاقل او السليم نفسياً وعقلباً هو القادر على التلاؤم مع زوجتة والتكيف مع
الناس والمجتمع.. وهل من الممكن ان تتلائم وتتكيف مع من حواليك الا اذا أحببتهم
واحسست بهم؟ وهل من الممكن ان تتلائم وتتكيف الا اذا أحببت عملك واحسست بقيمة
وجودك في هذا المجتمع البشري ؟ والانسان العاقل هو الذي يتدبر غدة..الذي يملك القدرة
على ان يكون لة أمل في الغد.. وما معنى كلمة أمل ؟ في تقدير الشخصي أن كلمة أمل تعني
أن تحب غدك..هو ان تنتظرة بشوق ..هو ان تعمل من أجلة وتحلم بة وتسعى الية.
وفي الطب النفسي:ان الانسان حين يفقد الأمل..حين يفقد القدرة على حب غدة وانتظارة
والسعي الية فهو انسان مصاب إما بمرض الاكتئاب او بمرض الفصام..
ان فقدان القدرة على الحب هو بداية أعراض مرض الفصام.. ورغم ان مريض الفصام
يكون مفتقداً لإدراكة بأنة مريض فانة في بداية مرضة يشعر بأنة قدرتة على الحب قد
تغيرت بأنة لم يعد ينفعل لم يعد يحزن لفقدان عزيز علية .. او يفرج بمكسب او نجاح او
لية مناسبة سعيدة ..انة يفقد القدرة على الحب..وكثير من مرضانا يأتون الينا مذعورين
هلعين من ذلك الاحساس القاسي الا وهو فقدان القدرة على الانفعال..
وفي مرض الاكتئاب فإن إحساس الكراهية هو الطاغي ..ان الانسان المريض بالاكتئاب يكرة
غدة..بل يكرة يومة ..يكرة وجودة وحياتة ويحس ان الحياة قد فقدت طعمها ولونها..وان
أسلم طريقة هو ان يتخلص من هذه الحياة الخالية من الحب يأن ينهيها بالموت..اي ينتحر..
ان ذلك هو أعظم دليل على ان الحب هو الذي يحفظ التوازن لحياتنا..ان ذلك هو أعظم دليل
حقيقة على ان الحب هو المحور الذي تدور علية حياتنا وانة بدونة فان حياتنا تصبح
خاوية بدون معنى او هدف .[center]
الإثنين يونيو 01, 2009 9:10 pm من طرف فرحه منسيا
موضوع: عظم دور الحب بحياتنا وروعته فى تاثير انفسنا 
